اقامت النقابة العامة للعاملين في صناعة الغزل والنسيج والالبسة وبالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية، مؤتمر ممثّلي نقابة عمال النسيج، الذي انعقد على مدار يومين وبمشاركة عمال وممثلي النقابة من مختلف المناطق الصناعية الظليل، إربد، سحاب، الطفيلة، الكرك، والعقبة، وبحضور عمال أردنيين ووافدين.

جاء المؤتمر ليعزز الحوار الوطني حول واقع العمال، ويرفع من قدرات العمال والممثلين النقابيين، ويؤسس لمسار عمل مشترك يضمن بيئة عمل أكثر عدالة وأماناً في واحد من أكبر القطاعات الصناعية في المملكة.

افتتح المؤتمر بكلمة من قبل نائب رئيس النقابة الزميلة خالد العمراني الذي قال إن المؤتمر يشكّل إضافة نوعية لعمل النقابة، مشيراً إلى أن المشاركة الواسعة من مختلف المحافظات عكست وحدة الرؤية والتحديات المشتركة.

وشكر العمراني منظمة فريدريش ايبرت على تعاونها المستمر مع النقابة وقال ان وجود ممثلي النقابة من الظليل وإربد وسحاب والطفيلة والكرك والعقبة والعمال من تلك المناطق أتاح لنا الاطلاع على واقع العمال بشكل شامل، مبينا ان هذه اللقاءات ليست مجرد ورش تدريب، بل هي عملية بناء مؤسسية مستمرة تهدف لتحسين شروط العمل والدفاع عن حقوق العاملات والعمال، مشددا ان النقابة ستعمل على تحويل توصيات المؤتمر إلى خطة عمل واضحة للعام 2026 بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.

من جهته شدد مدير مكتب مؤسسة فريدريتش إيبرت في الأردن والعراق السيد سفِن شفيرزنسكي على أهمية الاستثمار في بناء قدرات العمال وممثليهم، مشيراً إلى أن قطاع النسيج في الأردن يُعد نموذجاً بارزاً لدمج العمالة المحلية والمهاجرة في بيئة واحدة تتطلب الكثير من الحوار والتنظيم.

وقال إن التمكين الحقيقي يبدأ من المعرفة، ومن قدرة العامل على فهم حقوقه والتعبير عن احتياجاته عبر منصات نقابية فاعلة، معربا عن التزام المؤسسة دعم النقابات العمالية في الأردن لتعزيز معايير العمل اللائق وخلق مساحات آمنة للحوار البنّاء.

وعلى مدار يومين قدّم المدرب النقابي الزميل المهندس باسل الحارون والمنسّق النقابي الزميل أرشد خان برنامجاً تدريبياً متكاملاً ركّز على تعزيز قدرات العمال والممثلين النقابيين في الحوار والتفاوض، ورفع الوعي بالحقوق القانونية للعمال، خصوصاً للعمال المهاجرين، وآليات رصد الانتهاكات داخل أماكن العمل وتوثيقها، وإدارة التنوع داخل المصانع وتعزيز الانسجام بين العمال الأردنيين والمهاجرين.

كما تضمن برنامج المؤتمر جلسات تفاعلية، تبادل خلالها المشاركون الأسئلة والخبرات، ثم عمِلوا على تنظيم المعلومات عبر رؤى للخروج بتصور مشترك يعكس واقع جميع المناطق المشاركة.

وقد تميز المؤتمر بمشاركة واسعة لممثلي النقابة والعمال من المناطق الصناعية المختلفة، حيث نقل كل طرف خصوصية التحديات في محافظته، مما أتاح تكوين صورة شاملة عن واقع قطاع النسيج، وفتح الباب أمام صياغة توصيات يمكن تطبيقها في الشمال والجنوب والوسط.

خلال يومي العمل أشار المشاركين إلى مجموعة من التوصيات العملية لتعزيز بيئة العمل في قطاع النسيج، منها تطوير العمل النقابي، وتفعيل دور اللجان النقابية داخل المصانع وتعزيز تواصلها مع العاملين، وتوحيد آليات استقبال الشكاوى ومعالجتها بين فروع النقابة المختلفة، وإطلاق برامج تدريب مستمرة لممثلي النقابة في جميع المناطق، ورفع الوعي القانوني للعمال، وبخاصة العمال المهاجرين، بشأن العقود وساعات العمل والسلامة المهنية، وتحسين قنوات التواصل بين العمال الأردنيين والعمال المهاجرين، وإعداد دليل مبسط للعمال يوضح حقوقهم والإجراءات المتبعة في حال تقديم شكوى، والتأكيد على التزام أصحاب العمل بتوفير بيئة عمل آمنة وفق المعايير الدولية، وتعزيز الحوار الثلاثي بين النقابة والحكومة وأصحاب العمل لضمان تطبيق أفضل لمعايير العمل اللائق.

وفي ختام الفعالية، وجّه المشاركون شكرهم لمؤسسة فريدريش إيبرت على دعمها المستمر، وللمدربين باسل الحارون وأرشد خان على تقديم برنامج تدريب نوعي، وللنقابة على إتاحة مساحة حقيقية للحوار.